هالنى التعاطى الإعلامى الكبير خاصة الإعلام الغربى مع تهديد تنظيم القاعدة «الورقى» الذى أطلقه «التنظيم» فى العراق ضد الكنيسة المصرية عقب جريمة قتل المصلين داخل الكنيسة الكاثوليكية ببغداد قبل يومين.. والتهديد «المزعوم» الذى ألقاه أحد الموتورين نحو الكنائس فى مصر بالقيام بعمليات فدائية ما لم يتم الإفراج عن «الأسيرات المسلمات» وإمهال الكنيسة ٤٨ ساعة وإلا فإن يد القاعدة ستطال القبط فى كل مكان.
وقد كنت شخصياً ضيفاً على العديد من القنوات والإذاعات الأوروبية والأمريكية طوال اليومين الماضيين للحديث عن هذا البيان وهذا التهديد، وإمكانية تأثيره فعلياً على الإخوة المسيحيين فى مصر، ولاحظت لغة التهويل والاستغراق فى الطرح رغم هشاشة الموضوع، وبلغ بأحد المراسلين فى إحدى الإذاعات الأمريكية الكبيرة أن سألنى «هل تعتقد أن الذراع العسكرى للقاعدة فى مصر من الممكن أن ينفذ التهديد ضد الكنائس المصرية ويقوم بعمليات»، ولاحظت خبث السؤال فى كلمة «الذراع العسكرى للقاعدة فى مصر»..
لأن الثابت والمعروف أن القاعدة ليس لها أى وجود أو أذرع سياسية كانت أو عسكرية.. ولاحظت أيضاً محاولة توريطى من جانب المراسل فى نزع اعتراف بوجود ذراع عسكرى للقاعدة فى مصر.. وكان ردى حاسماً وقاطعاً فى سؤال مردود «من قال لك إن للقاعدة وجوداً أصلاً فى مصر؟» رد قائلاً «البعض يشير» قلت له «من هؤلاء البعض؟..
قل لى اسماً واحداً من هذا البعض».. فعدل عن سؤاله قائلاً: هل للقاعدة وجود فى مصر سواء كان عسكرياً أو سياسياً؟.. فقلت له: هكذا يكون السؤال، وإن كان لى بعض التحفظ وهو أن مصر من البلاد المعروف عنها عدم وجود تنظيم للقاعدة ولا حتى فلول له.. وبادرته بقولى: إن تجربة مصر فى التعامل مع الحركات الإسلامية الراديكالية رائدة ونموذج حى، تحتذى به بلاد كثيرة كانت ولاتزال تواجه مشاكل جمة فى التعامل مع الإسلاميين الراديكاليين، منها على سبيل المثال السعودية وإندونيسيا والمغرب والجزائر وغيرها..
ولأن الرجل يريد أن يؤكد فكرته فقال لى رداً على ذلك: إن تنظيم القاعدة إذا لم يكن موجوداً تنظيمياً فى مصر فمن المؤكد أن لديه متعاطفين، والدليل على ذلك هو الاحتياطات الأمنية الكبيرة التى أجرتها أجهزة الأمن على الكنائس فى مصر منذ إعلان «القاعدة» ذلك. قلت له: إن هذه التدابير الأمنية ليست دليلاً على وجود غير التنظيميين أو المتعاطفين مع «القاعدة» لأن السلطات الأمنية عادة ما تأخذ بالشبهات.. بمعنى أنها تتعامل دوماً مع أى تهديد حتى وإن كان «مضروباً» بمحمل الجد لأنها أجهزة أمنية وطنية ومحترفة، ولولاها لما نعمت مصر بالأمان الكبير الذى تحياه البلاد «سياسياً» منذ أبد الدهر..
وبمعنى آخر فإن أجهزة الأمن تؤمن بأن حماية البلاد هى واجبها الحقيقى.. أما عن المتعاطفين مع تنظيم القاعدة فالأمر ليس بالمعنى الذى تتصوره، لأن الحركات الإسلامية فى مصر المعتدلة فى الأصل أو التى راجعت أفكارها فقهياً وعادت لمعسكر الاعتدال والوسطية، كلها تختلف كلياً مع تنظيم القاعدة، ومن ثم فإن تنظيم القاعدة يفقد فكرة وجود «متعاطفين»، وليس معنى الاتفاق مع بعض أفكار القاعدة مثل كراهية السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامى أننا متعاطفون مع «القاعدة»؟.
وإذا ما عدنا إلى الأمر ذاته فإن موضوع التهديد للكنائس- فى تقديرى- أمر مبالغ فيه، وباللغة الدارجة «مضروب».. والدولة المصرية تعاملت مع الأمر بنوع من الفكاهة لكن بعيداً عن «التعامل الأمنى» الذى يؤدى دوره بكل جدية..
وتقديرى أيضاً أن تنظيم القاعدة الذى يعانى من مرارة الهزيمة بجميع أنواعها سواء كانت هزيمة عسكرية أم فكرية- وراء محاولة لفت الأنظار بهذه الطريقة عبر دخوله لمنطقة شائكة.. وهو سلوك صبيانى يهذى به مثل الذى لعبت برأسه الخمر، يعمل ضد مصالح العالم الإسلامى، وقلت سابقاً إن القاعدة لم يدخل على الخط فى أى قضية إلا وخسرها العالم الإسلامى.
والسؤال الآن: لماذا لا يجاهد تنظيم القاعدة ضد «العدوالبعيد» الذى جاء إليه فى العراق فأصبح «عدواً قريباً» ثم يتجه لمشاكل «الأمة الإسلامية» فى مصر وغيرها!..
بمعنى أن ينتصر على الأمريكيين فى العراق ثم أفغانستان ثم يفتح البلاد الأمريكية وراء المحيط ويحررها ويدخل أهلها فى الإسلام، ثم يأتى بعد ذلك ليخلص «الأسيرات المسلمات»!.. لقد كان هذا التهديد ودخول القاعدة على خط الأزمة الطائفية فى مصر كارثة كبيرة لا ينم إلا عن غباء مستحكم وقصد العمل ضد الصالح العام وضد استقرار هذا البلد! بقلم أحمد الخطيب
http://www.tvquran.com/http://www.rasoulallah.net/index.asphttp://assa97.malware-site.www/azzoz.swfلاتجعل مشاعرك أرضا يداس عليها
بل إجعلها سماءً يتمنى الكل الوصول إليها
إذاّ أتعبتكَ آﻻم الدنيا فلآ تحزن ٌ
فرُبمآ إشتَآقَ اَللّهٌ لِسمَآعٌ صَوتِكٌ
وَ أنتَ تدّعوهٌ ..
لآ تنتَظرٌ اَلّسعَآدةٌ حتّى تبتَسِمْ ..
وَ لَكَنْ إبتَسِمْ حتّى تَكَونٌ سَعيدٌ ..
لّمإذآ تُدّمن اَلّتفكَير وَاَللّهٌ وليّ اَلّتدّبير..
وَ لّمإذآ اَلّقَلقْ مِنْ اَلّمجهولٌ
وَ كُلٌ شئٌ عِندَ اَللّهٌ معلُومٌ
لِذَلكٌ إطْمئِنْ فَأنْتَ
فِيْ عَينٌ اَللّهٌ اَلّحَفيظْ
*****
عندما لا نبكي على احزاننا هذا لا يعني اننا فقدنا الاحساس لكن اوجاعنا كثرت فاكتفينا بالصمت . . .
إذا ضاق الأمر اتسع ...وإذا اشتد الحبل انقطع وإذا اشتد الظلام بدا الفجر وسطع
سنة ماضية وحكمة قاضية فلتكن نفسك راضية
بعد الظمأ ماء وظل... وبعد القحط غيث وطل
يامن بكى من ألمه..ومرضه وكده ..يامن بالغت الشدائد في رده وصده
عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده.
(لاتدري لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا)
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 4:47 pm